يقدّم مكوّن المؤشّرات الوطنيّة خلاصةً كميَّةً عدديَّة و مرئيَّة للوضع الوطنيِّ، حيث يقدِّم صورةً حقيقيةً للمشهد الوطنيِّ و مدى التقدّم أو التراجع على الصُعد المختلفة بعيداً عن التقارير المدبّجة أو السبوق الصحفيّة و الإحاطات الإعلاميّة، حيث يستقي مؤشِّراته من المؤشّرات العالميّة المعتمدة من قبل المنظّمات الدوليّة كمنظمة الشفافيّة الدوليّة و منظمات الأمم المتحدة كالبنك الدوليّ و غيره، الأمر الذي يوحي بموثوقيّة المؤشّرات و فعاليّة مدلولاتها و الأهمّ من ذلك شمولها العالميّ الذي لا ينحاز عموماً لفكر أيِّ تحالفاتٍ سياسيَّةٍ أو أيديولوجيِّات اقتصاديّة أو اجتماعيّة.


ففي حين تقدِّم هذه المنظّمات الدوليّة تقاريرها المبنيّة على هذه المؤشّرات على المستوى العالميّ عبر خطٍّ زمنيّ سنويّ، فإنّه من الممكن تحصيل هذه المعلومات على المستوى الوطنيِّ والإفادة منها في التخطيط و استكشاف مواضع الضَّعف واستكناه أسبابه والعمل على علاجه بالاعتماد على الحقائق التي توفّرها هذه المؤشّرات، وتقديم هذه المعلومات بشكل شفّافٍ على البوّابة متاحٍ لملتقى الخبراء ومحور التواصل الاجتماعيّ ومنبر الجمهور للإفادة من معلوماته في البحث والاقتراح والتحليل.


يقوم مكوّن المؤشّرات الوطنيّة بتقديم تقارير شهريّة / ربعيّة / نصف سنويّة / سنويّة وأيّ فترة زمنيّة محددّة لقراءة هذه المؤشّرات وتحليل قيمها وربطها بمسبِّباتها، كما يساعد في تجميع هذه الإحصاءات من وجوه عدّة، كالمناطق الجغرافيّة (مثلاً: الشمال / الجنوب / الوسط / السَّاحل / البادية ...)، أو المحافظات والولايات وتقسيماتها الإداريَّة الأدنى، أو التوزّعات السُّكانيَّة (حسب الكثافة / المعدَّلات العمريَّة / الجنس / المستويات التعليميَّة....). 
يحتوي المكوِّن أيضاً على خاصَّة متميِّزة في ربط المؤشّرات بالقيم الحديّة ( حدود عليا و دنيا و تنبيهيّة) و ربط تحليل المؤشّرات ببعضها البعض (كتحليل مؤشّرات التنميّة البشريّة مع مؤشّرات الديموقراطيّة) و خاصة التقسيم للأدنى (Drill Down) و التجميع للأعلى (Roll Up) حسب معيار محدّد، حيث يتيح هذا فهماً أعمق لطبيعة المؤشّر و فهم انحرافاته عن المجالات الطبيعيّة ، فمثلاً يمكن لمؤشّر عن السلام و اللاعنف أن يبدي قيمة متجاوزة للحدّ الطبيعيّ على المستوى الوطنيّ، و لكن بالتقسيم للأدنى حيث تعرض قيمة المؤشّر على مستوى المحافظات فيتبيّن مثلاً أنّ محافظتين تعطيان ما يزيد عن نصف القيمة الكليّة من أصل المجموع الوطنيّ، و بالتالي يتركّز البحث و التحليل على هاتين المحافظتين لبحث أسباب العنف و العمل على تخفيض معدّلات الجرائم.

يقدّم المكوّن أيضاً الاستفتاءات التي اقترحها ملتقى الخبراء والتي صوّت عليها المواطنون في مكوّن منبر الجمهور، ليستطيع صنّاع القرار مقاربة اتجاهات الجمهور إزاء سياساتٍ مقترحةٍ أو قوانين مُقرَّة (مع إمكانيّة ترشيح النتائج حسب المواصفات المذكورة أعلاه من المناطق الجغرافيَّة والتوزُّعات السُّكانيّة الدُّيموغرافيَّة)

إنّ مكوّن المؤشرات الوطنية يؤمّن مشاركة الجميع في المعلومات عن الشأن العامّ والوضع الوطنيّ بما يعزّز من مبدأ التشاركيّة وتحقيق مبادئ الشفافيّة والمحاسبة، والأهمّ من ذلك الاستجابة للمشاكل والشمول للجميع في قراءة الواقع واقتراح حلول تتسم بالتوجّه بالأغلبيّة وترفع من الكفاءة والفعاليّة في منظومة الحكم.